سورة النور - تفسير تفسير الجلالين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النور)


        


{وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} بالستر في ذلك {وَأَنَّ الله تَوَّابٌ} بقبوله التوبة في ذلك وغيره {حَكِيمٌ} فيما حكم به في ذلك وغيره ليبين الحق في ذلك وعاجَلَ بالعقوبة من يستحقها.


{إِنَّ الذين جَاءو بالإفك} أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها، أمّ المؤمنين بقذفها {عُصْبَةٌ مّنْكُمْ} جماعة من المؤمنين قالت: حسان بن ثابت، وعبد الله بن أبيّ، ومسطح، وحمنة بنت جحش {لاَ تَحْسَبُوهُ} أيها المؤمنون غير العصبة {شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} يأجركم الله به، ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فإنها قالت: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما أنزل الحجاب، ففرغ منها ورجع ودنا من المدينة، وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقفيت شأني وأقبلت إلى الرحل فإذا عقدي انقطع- وهو بكسر المهملة: القلادة- فرجعت ألتمسه وحملوا هودجي- هو ما يركب فيه- على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العُلْقة- هو بضم المهملة وسكون اللام: من الطعام: أي القليل- ووجدت عقدي وجئت بعدما ساروا فجلست في المنزل الذي كنت فيه، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إليّ فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عَرَّس من وراء الجيش فادَّلَجَ- هما بتشديد الراء والدال أي نزل من آخر الليل للاستراحة- فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم- أي شخصه- فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني- أي قوله: {إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [156: 2]- فخمرت وجهي بجلبابي- أي غطيته بالملاءة- والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطئ على يدها، فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا مُوغرين في نَحْرِ الظهيرة- أي من أوغر واقفين في مكان وَغْر، من شدّة الحر- فهلك من هلك فيَّ، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبيّ ابن سلول اه قولها رواه الشيخان قال تعالى: {لِكُلّ امرئ مّنْهُمْ} أي عليه {مَّا اكتسب مِنَ الإثم} في ذلك {والذى تولى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} أي تحمّل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله بن أبيّ {لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} هو النار في الآخرة.


{لَوْلاَ} هلاّ {إِذْ} حين {سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المؤمنون والمؤمنات بِأَنفُسِهِمْ} أي ظنّ بعضهم ببعض {خَيْراً وَقَالُواْ هذا إِفْكٌ مُّبِينٌ} كذب بيِّن؟ فيه التفات عن الخطاب أي ظننتم أيها العصبة وقلتم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8